الأربعاء، 17 أبريل 2013

وا أبا جهلاه !!

قرأنا في سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم العديد من القصص و الأحداث التي حصلت قبل هجرته الشريفه إلى المدينة المنوره، و منها بأنه أثناء حصار كفار قريش له في بيته، أجتمعوا في ليلة ظلماء لأيجاد خطةٍ للخلاص منه.

فأشار أحد الحاضرين على أبي جهل (و في الحقيقه أسمه أبا الحكم و سماه النبي بأبا جهل) قائلاً:
محمداً في بيته، فلنكسر باب بيته و نقتله، فقال أبا جهل: لا أفعلها، أتريدون أن تتحدث العرب أن أبا الحكم روّع بنات محمد؟

تذكرت هذه القصه و أنا أتابع أحداث "أقتحام" القوات الخاصه لديوان البراك و أنتهاكهم لحرمات المنازل، و دخولهم داخله و ألقاء قنابل دخانيه، رغم وجود الأطفال و النساء فيه، و قد نالهم من الضرب ما نالهم !

و أجدني مستغرباً أمام هذا الواقع المخزي، ألا يوجد في قيادات الداخليه من يماثل "أبا جهل" خُلقاً؟ و هو رأس الكفر و العدو الأكبر للنبي الكريم و دعوته؟

هل أصبحت وزارة الداخليه متخليه تماماً عن القانون و هي المناط بها تطبيقه؟ هل تخلت عن أخلاقيات العرب و هم عرب؟
و هل أصبح الثأر من خصمهم أسمى من أي قانون أو خلق؟

أنا هنا لا أتحدث عن الوزير، كونه لا يستطيع حتى السيطره على فلتات لسانه كي يستطيع أن يسيطر على الوزاره المختصه بحفظ الأمن و حماية المواطنين، أنا أتحدث عن القياديين الذين تواجدوا و أشرفوا على عملية الأقتحام التي لو كان أبو جهل نفسه متواجداً مع القوات لرمى "نقاب" الأهانه في وجه قائده رافضاً التعدي على حرمات الأمنين في منازلهم من نساء و أطفال.

بوجهة نظري،، الحاله الوحيده التي من الممكن أن أتقبل بها أقتحام منزل،، هي وجود رهائن أو تنظيم أرهابي متواجد بالداخل دون وجود لأطفال أو نساء، و في كلا الحالتين يشترط وجود مذكره تبيح لهم الدخول للمنزل.
و لكن في الحاله التي نستعرضها الأن لا وجود لرهائن، ولا لأرهابيين، و لا حتى أذن أقتحام؟

بل لا يوجد حتى كتاب "أصلي" و رسمي من الداخليه موجهاً للبراك بتنفيذ الحكم الصادر عليه،
و هو الذي يجبرنا على التفكير بأسبابه!! لماذا؟. هل فعلاً الحكم باطل ؟

لا نريد الخوض بسجن البراك و جوانبه قانوناً و دستوراً، فما نحن بصدده اليوم أنهارت أمامه كل القضايا و الأحداث بما فيها سجن البراك، أمام ما أقترفته أيدي القوات الخاصه من جريمةٍ مخزيه لا يربطها بالقانون و الأخلاق و "المرجله" أي رابط.

فعن أي أمن سيشعر به المواطن و هو يرى حرمات المنازل تنتهك أمامه دون حسيبٍ أو رقيب !!
و المخيف بالأمر بأن هذا منزل شخص قضى (١٧ عاماً) ممثلاً للأمه، فكيف الحال بمنزل مواطن بسيط ؟

ختاماً،، هذه البدعه التي أبتدعها ضباط القوات الخاصه في منزل النائب السابق جمعان الحربش مستمره بسبب ضعف ردود الأفعال من الناس على تلك الواقعه في حينها،،

بالأمس كان الحربش،، و اليوم البراك،، و غداً أنا أو أنت،، ما لم يكن لهذا الأنتهاك حداً نضعه.