الخميس، 31 يناير 2013

الحكومه المنتخبه ,, إلتزام دستوري

تطالعنا الصحف يومياً بمقالات و أعمده تتحدث عن مطلب الحكومه المنتخبه و مدى دستوريته و قانونينته, و هي بالغالب مقالات مناهضه لهذا المطلب و محذره من أمر كهذا, و سماه البعض  أنقلاباً على الدستور و خطر على الأمن الوطني, بل أن أحدهم بالغ في تحذيره حتى قال "و قد يصل بنا الحال إلى حرب أهليه" !!

على هونك سيدي,, فالأمر ليس بالتخويف و التحذير دون مناقشة جوانب الأمر القانونيه و الدستوريه و عرضها لمن يجهلها.

أولاً المطالبه بالحكومه المنتخبه لم يكن مطلباً شعبياً طارئاً أو مستحدثاً حتى تتم حوله كل هذه الزوبعه التي نشاهدها و نقرأ تأثيراتها يومياً, بل  الأمر وليد الدستور و المطالبات بالحكومه المنتخبه كانت منذ ذلك الحين, ربما لم يكن لها صوت مسموع كما الأن, لكنها كانت موجوده على كل حال.

ولا يحتاج هذا الأمر إلى تعديل دستوري أو تنقيح كما أرادوا أن يسموه, حيث أن الفقره الرابعه من الماده 56 من الدستور تقول "يكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمه و من غيرهم"
أي أن الأصل في تعيين الوزراء هو أختيارهم من أعضاء البرلمان, رغم إن ذلك هو أدنى مراتب الحكومه المنتخبه, حيث أن تشكيل الحكومه المنتخبه يتم بطريقتين

1- غير مباشر : و  تتم عن طريق أختيار الوزراء من الأغلبيه البرلمانيه
2- مباشر : و تتم عن طريق الأنتخاب الشعبي المباشر للوزراء

و لكن ما يتم الأن هو تفعيل الأستثناء دون القاعده, و القاعده هي من داخل البرلمان.
بل وصل الأمر لأكثر من ذلك, حيث أصبح العُرف بأن يكون نصف الوزراء من "الأسره الحاكمه" و النصف الأخر كله من خارج البرلمان, ما عدا وزير واحد يسمى "المحلل",
و من ثم أصبح لدينا مسميات جديده, مثل وزارات سياديه و وزرات خدمات, و هكذا,, و هي بالمناسبه مسميات لا وجود لها بالدستور ولا بالمذكره التفسيريه,, بل هي نتاج عقليات ربطت أستقرار الحكم بالسيطره على الوزارات الكبرى المهمه.
و النتيحه مجلس وزراء يُلبي طموحات حكوميه و فرديه لا طموحات شعب.

و مما يزيد الأمر أستغراباً وحيره هي أراء كتبها بعضاً ممن أتحفونا بمقالاتهم المناهضه للفكره, حيث قالوا بأحقية المطالبات الشعبيه بالحكومه المنتخبه, لكنها على حد تعبيرهم "يبيلها شوية وقت" و "تو الناس"

و هذه عبارات رددوها منذ 51 سنه ,, منذ تم تأسيس الدستور,, ولا أعلم متى يكون الوقت المناسب بنظرهم لتطبيق تلك الفكره, و هل سنحتاج نصف قرن أخر ليناقش أحفادنا مضارها على الأمن القومي و مدى دستوريتها؟

أنا شخصياً أتفهم تخوف البعض من الفكره كونها خطوه جديده على النظام السياسي لدينا, و المجتمع بدأ يشعر بالقلق و الخوف من التقلبات السياسيه الجاده التي نمر بها حالياً
,, لكن يجب أن نعلم بأن نجاح هذا المطلب يلزمه أمرين,, التطبيق و الممارسه,, لذلك التطبيق أولاً ثم الممارسه و الخبره هو ما يكسبها النجاح,,

و تذكر بأن "الحكومه المنتخبه" هي إلزام دستوري و تطبيق صحيح لمواد الدستور ,,  و غير هذا الكلام غير صحيح

الاثنين، 28 يناير 2013

لا تقلق عزيزي "اللفو"

كلمة "لفو" لغير الناطقين بلهجتنا الكويتيه تعني الشخص الغير منتمي لهذه الأرض و القادم من مجتمع أخر, و هي كلمه قد لا تكون مهينه عند كثيرين
ولكن لأنه لدينا شعب يعتقد بأنه "شعب الله المختار" فأنه يعتقد بأن كل من لا ينتمي لبلدنا هو شخص أقل مرتبة منه و أدنى درجه,

وهو ما توضحه جمله كان الكل يقولها سابقاً (كيفي كويتي) !!! مادري على شنو.!

عموما! نعود لكلمتنا التي يدور حولها هذا المقال .. (لفو), سمعنا هذه الكلمه بالفتره الماضيه كصفه يلقيها البعض على الغاضبين من المعارضين أو المخالفين للنهج الحكومي, لما تحويه الكلمه أو الوصف من معنى مبطن للتخوين أو التشكيك بولاء المعارض,

بغض النظر عن مطلق هذه الكلمه و مكانته و أصوله, و هي بالمناسبه مسأله لا نلقي لها بال أو قيمه طالما يجمعنا معهم أخوة بالمواطنه, سواء كان أصله من فارس أو شبه الجزيره, أو حتى من دول شرق أسيا, لكني أحببت التعمق أكثر في البحث عن أسباب أطلاق هذه الكلمه و من هو أول من أطلقها,

لكن أثناء بحثي أستوقفني سؤال مهم حول بدايات تأسيس الدوله, و من هم أول من أستقر بها, فوجدت بأن الجميع كان ينتمي قطعاً لأرض غير هذه الأرض التي كانت أساساً صحراء قاحله لا يسكنها حتى الجن.

فوجدت معلومات كثيره حول الهجره إلى الكويت قديماً, و للأمانه صُعقت من بعض الحقائق التي أعتقدنا فيما مضى بأنها من الحقائق القطعيه, و هي معلومات تختص بأسماء و رحلات و تواريخ هجرات تمت إلى الكويت تباعاً, و الأغرب في تلك الحقائق رغم يقيننا بأن أسرة الحكم "ال الصباح" لم يكونوا أول من أستوطن هذه الأرض, هي البُعد الزمني بين هجرات كثيره و هجرة ال الصباح إلى هنا.

بل إن بعض كتب التاريخ التي تحدثت عن بداية هجرة السكان إلى الكويت منذ قرون, ذكرت أسماء قبائل و عوائل أتت من شبه الجزيره العربيه "قبل تحديدها بحدود و تسميتها بأسماء دول" و من جنوب العراق و من بلاد الشام قبل أن تطئ أقدام أسرة الحكم "الصباح" فوق هذه الأرض الكريمه بعقود طويله.

و مع ذلك لم نسمع من أحد من تلك القبائل أو العوائل قد قال عن أسرة الصباح بأنهم "لفو" ,, لربما من باب الأعتقاد الخاطئ بانهم هم أهل الأرض الأصليين أو من باب العلاقه الأجتماعيه التي تربط هذه الأسره بباقي أهل الكويت.

لذلك لماذا يستميت الكثيرون بالدفاع عن أنفسهم بأنهم ليسوا من "اللفو" في حين كل الشواهد تقول بأننا جميعنا "لفو" ؟
حتى باراك أوباما الرئيس الأمريكي ذو الأصول الكينيه و التربيه الأندونيسيه "لفو" أبن ستين "لفو" !! لكن لم يعايره أحداً بذلك.

إذاً عزيزي "اللفو" بعد كل ما وصلنا إليه و عرفناه,  لا تقلق  فكلنا "لفو"




ملاحظه:
لم أتطرق للهجره الفارسيه للكويت لأنها لم تبدأ فعلياً قبل بدايات القرن الماضي, أي أنهم من "اللفو" المتأخرين