الجمعة، 15 فبراير 2013

التخوين،، أفة كل حراك

نقرأ بين فترة و أخرى عن مفاوضات "سريه" تتم بين بعض الناشطين السياسيين من شباب و نواب سابقين و بين بعض ممثلي الحكومه،،
رغم ثقتي بكذب مثل هذه الأخبار التي يكون دائماً مصدرها شخصيه حكوميه أو صحيفه محسوبه على الحكومه،

ثم تبدأ بعدها الأتهامات بين أطراف المعارضه و القوى الشبابيه و التشكيك في نوايا البعض، و التخوين، و التلميح إلى عقد صفقات سريه شخصيه مع الحكومه على حساب الحراك،، و هذا هو الهدف أصلاً من نشر أشاعة المفاوضات،، و التي للأسف وقع كثيرٌ من الشباب في ذلك الفخ.

و من جهه ثانيه فأنا أستغرب بعض ردود الأفعال بشأن مفاوضات حقيقيه تتم مع الحكومه،، بالطبع أنا أرفض كونها سريه و لكني لا أجد مبرر لمن ينادي بعدم التفاوض أو الحوار مع الحكومه !!

التفاوض هو المرحله الأهم لحل أي خلاف كان،، ليس بين مطالبات الشعب و الحكومه فحسب،، بل بين الأمم و بين دول جيوشها تقاتل بعضها البعض،.

من المستفيد من حالة حشد المؤيدين من هنا و هناك و زيادة الفرّقه بين أبناء الشعب الواحد؟

كيف تريد حلاً للخلاف بدون أن تعرض شروطك و مطالباتك للجهه التي تخالفك؟ و من قال بأن المفاوضات لابد أن يكون بها تنازلات عن بعض المطالب؟

بقراءه سريعه للتاريخ سنعرف بأن المفاوضات كانت غالباً هي الحل لشتى الخلافات، أبتداءً من تفاوض الرسول الكريم مع عتبه بن ربيعه عندما عرض على النبي الأكرم الأموال و الجاه مقابل تخليه عن الدعوه للأسلام، وصولاً إلى المفاوضات التي تمت بين الجزائر و فرنسا و نتج عنها ما تم تسميته "بإتفاقيات إيفيان"، و كذلك أتفاقية "كامب ديفيد" التي تمت بين القاهره و تل أبيب.

مع الفارق بكل تأكيد بالتشبيه لكن كل تلك النزاعات تم حلها بالتفاوض و الجلوس على طاولة الحوار، فمالذي يمنع من التفاوض مع الحكومه بشأن المطالب الشعبيه؟

مع تمسك كل طرف بمطالبه و وجهة نظره و رفضه الجلوس مع الأخر فكيف تعتقدون بأن هناك حل للأزمه أو لأخراج الكويت من الزوبعه التي تعيشها؟

نعلم يقيناً بأن الحكومه تعي كل المطالب لكن ما المانع أن يكون هناك حوار معلوم التوقيت و معلوم الممثلين يتم فيه فتح تلك الملفات و عرضها على الجهه التي تمثل الحكومه !


فلتجتمع كل القوى السياسيه المعارضه مع القوى الشبابيه و تخرج برؤيا واحده و تفاوض على مطالب واضحه
و ترشح من تريد ترشيحه للجلوس على طاولة الحوار، و ليكن ٥ أشخاص على الأقل

و لتضع المعارضه مطالب لا يتم المساس بها أو التنازل عنها على الأقل بالوقت الراهن،،  مثل:

١- إسقاط كل القضايا و الأحكام السياسيه الناتجه عن المطالبات الشعبيه، و كذلك أيقاف كل تلك الملاحقات.

٢- إسقاط المرسوم المختص بتغيير ألية التصويت "الصوت الواحد" و إلغاء ما ترتب عليه من نتائج "مجلس ديسمبر ٢٠١٢" بما أنه القرار الذي أوصل الأحتقان السياسي إلى ذروته.


و نبتعد نحن عن حالة التخوين الرائجه هذه الأيام و أتهام البعض بمحاولة الحصول على أمتيازات شخصيه لأن هذه المرحله الحساسه لن تحتمل مثل هذه الترهات

ثم ننظر بعد ذلك ما آلت إليه تلك الأجتماعات و من بعدها نستطيع أن نجلس مع ممثليني من المعارضه لنقاشهم و محاورتهم على ما نعتقد بصحته أو خطأه.

بهكذا تنظيم تعجز أي حكومه عن مواجهة حراك شعبي يتم بهذه الديناميكيه المتنزنه، مما ينتج عنه تحقيق مكاسب شعبيه، كما أتوقع.


و حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه

السبت، 2 فبراير 2013

ندوه للمعارضه ،، بنكهه حكوميه

يُعقد مساء اليوم ندوه بعنوان "الكويت إلى أين" في ديوان النائب الفاضل فلاح الصواغ،
و لو سألني "بو سعود" هذا السؤال الذي أطلقوه عنواناً للقاؤهم لكفيته عناء إقامة ندوه و دعوة شخصيات و زحمة جمع من المواطنين، و أجبته بكل أختصار بأن الكويت إلى الهاويه.

و سبب أعتقادي بأننا متجهون لتلك الهاويه ليس سببه فقط الفساد الحكومي الشامل و فساد كل من يمثل وجهة النظر الحكوميه من وزراء و نواب، بل أنتم شريك رسمي بذلك أيضاً.

و ليعذرني كل من يتبنى خطاب المعارضه و لكن يجب علينا أن نتصارح قليلاً، رغم أيماننا بأن المعارضه يجب أن تكون متواجده دائماً بالمشهد السياسي و مهم جداً أن لا تغيب عن حشد جهودها لتحقيق المكاسب الشعبيه المرجوه،

لكن بالله عليكم كيف سنستفيد من ندوات تقام وسط زخم أعلامي و دعايه نيابيه كبيره و مشاركه واسعه من الطاقات الشبابيه، ليقولوا لنا بنهاية الندوه جملتهم الشهيره " الرساله وصلت" ! و نراكم في لقاء لاحق.

و أي رساله؟ إن كانوا يقصدون بالرساله المطالب الشعبيه فلا أعتقد بأن الحكومه تجهل تلك المطالب أو تخفى عليها و لا تعلمها،
بل الحكومه هي المستفيد الأكبر من ندوات كهذه، ندوات إعتاد فيها المنظمون أن يقولوا كلاماً مستهلكاً مكرراً سمعناه لحد الملل بدون أن تكون هناك خطوه لاحقه فعليه أو متقدمه عما قيل في ندوات سابقه،
الكلام المكرر أصبح يقال أمام مواطن مُحبط و قلق على مستقبله و مستقبل أبناؤه كان يُمني نفسه عند حضوره للندوه أن يجد حلاً لما أصبحنا عليه،
ثم ينشغل الرأي العام بعدها بأمور جانبيه مثل علو سقف خطاب النائب الفلاني و عدم حضور النائب الفلاني، ثم ينتهي اللقاء على ذلك

بل أكاد أجزم بأن الحكومه التي أعتادت على رصد تلك الندوات و متابعتها و مراقبة ما يقال بها أصبحت تشعر بالملل أيضاً من تلك الخطابات و لم تعد تبدي أي أهتمام لها و أعتزلت حضورها المتخفي بوسط الحضور،، إلا من بعض مراقبيها الأمنيين لتمارس هوايتها بأعتقال المزيد من الناشطين.

لذا حق على نواب المعارضه أن يسمعوا منا الأن تلك النصيحه، قبل أن تخسروا التأييد الشعبي الكبير، عليكم بأتخاذ خطوات "عمليه" و جريئه بعيده عن الخطابات السياسيه التي أصابت الشارع بالملل و الأحباط و " التخمه" أيضاً.

أملاً أن لا يكون خطاب اليوم مثل خطاب كل يوم