تأصلت في الكويت خلال الثلاث سنوات الأخيرة فكرة غريبة و عجيبة و خطيرة بنفس الوقت ، ألاوهي وجود فريقان سياسيان فقط في المشهد العام ، متضادان لأبعد مدى و يحمل كل منهمامساوئ تقل أو تزيد عن الطرف الأخر ، و لكل فريق قاعدة جماهيرية غالبيتها ذات رأي متطرف ..
تتمسك برأيها دون نقاش ، و تحتقر الرأي المعارض دون سماع .
و هذا مستحدث في المشهد السياسي الكويتي ، كون الناس نشأت على وجود أفكار متنوعة وتيارات مختلفة ، لكل منهم مبدأ و منهج يختلف عن الأخر .
و هناك من يرد على إستهجان هذا الرفض لمسألة أن "الحق و الباطل" فريقان لا ثالث لهما . و هذاصحيح بشكله العام ، لكنه بالسياسة يختلف تماماً ، فمن يضع معايير الباطل ؟
و من المسؤول عن تصنيف الحق و أهله ..؟
و من الصدف المضحكة-المحزنة التي رافقت مثل هذا النهج على مواقع التواصل الإجتماعي ،خروج شخصيتان وهميتان تتصدر كل منهما رأي سياسي له جمهوره ، و هما "علقم" و"الفنكوش" .
أقول محزنة لأنها زادت من تطرف الرأي السياسي في مواقع التواصل الإجتماعي .
و مضحكة كونهما يحملان إيمان يعبران حقاً عن واقع الحال السياسي الكويتي و وصف دقيقلحال كل فريق ..
فالأول "علقم" و هو إسم لشراب نبات الحنظل شديد المرارة ، و يطلق أسم "علقم" على كل ما هومُر .
و الأخر "الفنكوش" و هو لفظ كوميدي إستخدمه الفنان عادل إمام في فيلم "الفنكوش" تعبيراً عنتجارة الوهم و خداع الناس و "تعشيمهم" بما هو خيالي غير قابل للتطبيق ولا الإيجاد .
و لو تأملت عن كثب لوجدتنا فعلاً نعيش بين المرارة التي نتجرعها رغماً عنا ، و بين التسويق للوهم و الأمل المنتظر لواقع جميل لن يأتي .