السبت، 9 يناير 2016

الشيعة العرب ... كبش الفداء الإيراني

في سبيل الحلم و الطموح التوسعي الفارسي منذ الثورة الخمينية المدعومة من بعض الدول الغربية , سعت السلطات الإيرانية على مدى 36 عاماً بتجنيد كل شيعة العالم - و العرب خصوصاً - لمصلحة هذا الحلم و تحويله لواقع ملموس , و بدأ هذا السعي بمحاولة إيران إيهام الشيعة بأن إيران البلد الروحي و الحاضن للشيعة حول العالم , و بأنهم الحامي لهم من أي ظلم يقع عليهم بغض النظر عن أوطانهم و ألوانهم .

و هذه كذبة خبيثة إستطاعوا تمريرها و تسويقها بين الشيعة , لكسب ولاء مطلق يفوق ولائهم الوطني . !
و هذه النقطة هي الإرتكاز لمشروعهم المزعوم , و بالفعل صدقها كثيرون , و إنتبه لها قلة - للأسف - , فأصبح ذلك الشيعي الوطني البسيط الذي صدق تلك المزاعم الفارسية أداة - دون أن يشعر - بيد الفرس , يحركونه متى دعت الضرورة لذلك , و يوقفونه متى أراد الفارسي ذلك ,

و لكن يا صديقي .. فكر قليلاً , و أنظر كيف ضحت إيران بمريديها و مؤيديها , و كيف تضعهم دائماً في فوهة المدفع , ثم تتخلى عنهم ليواجهوا مصيرهم المأساوي , و إن أحببت أن ننعش ذاكرتك ببعض تلك الأحداث , فسنذكرك بأمثلة قليلة من خيانات إيران الكثيرة للمطبلين لها .


- في مصر , أثارت إيران بعضاً من شيعتها هناك للصدح بمعتقدهم الشيعي , الذي يعتبر معتقداً غريباً و شاذاً في ذلك المجتمع , كون أغلب المصريين لا يعرفون ما معنى شيعي حتى , فثار كثيرٌ من الشعب على أولئك الصادحين بالفكر الإثنى عشري , و قتلوا بعضهم - بما فيهم زعيمهم حسن شحاتة - فلم تفعل إيران شيئاً , بل تركتهم و كأنها لا تعرفهم .

- في نيجيريا , طلبت إيران من شيعتها الدخول في مواجهات مسلحة مع الحكومة هناك , فقامت الحكومة بقمعهم و قتلت قادتهم جميعاً ولم تحرك إيران ساكناً .

- و في اليمن , أوعزت إيران الحوثيين للمواجهة مع علي صالح في عام 2005 , فسحقتهم قوات صالح , و حين لم يستطيعوا التغلب عليه , إتحدوا للإنقلاب على القيادة الشرعية هناك بقيادة هادي , فتحركت قوات التحالف بعاصفة الحزم , فوضعت إيران نفسها على وضعية "الميت" الذي لا يشعر بشيئ .

و كذلك ورطت إيران أتباعها من حزب الله في لبنان بالدخول في الحرب السورية , و ها نحن نشهد يومياً جثثهم في توابيت الحزب , و كل ما قدمته إيران هو الورود على توابيتهم ,

و أخيراً إثارتها للشيعة العرب في موضوع نمر النمر , إذ هددت بقصف السعودية لو بادرت فعلاً بإعدامه , فقامت السعودية بإعدامه و صفعت إيران على وجهها ,, فماذا فعلت إيران ؟ .... لا شيئ !

خلاصة الكلام يا عزيزي , إيران تبحث عن مصالحها الخاصة عن طريقك أنت و من خلالك , و من خلال إثارة مشاعرك و عواطفك , رغم كرهها التاريخي للعرب - بما فيهم الشيعة - لدورهم التاريخي المباشر في هدم إمبراطوريتهم البائدة ,
المهم أن يكسبوا تعاطفك "و ولائك" فوق أي ولاء , غير مكترثة بنهايتك , طالما قمت بالدور المطلوب .

فأنتبه .. أنتبه .. أنتبه , لا تشتري الوهم مقابل أمنك و وطنك و ولائك .



اللهم إني بلغت ,, اللهم فأشهد

الخميس، 7 يناير 2016

الشيعة ... بين الوطنية و التطرف

عندما كنا أطفالاً صغارا كنا نعرف عن الشيعي بأنه شخص مثلنا , لكنه يصلي بمسجد مختلف , و هذا هو الفرق الذي نعتقده ,
و كبرنا و كبر هذا الإعتقاد معنا , و هنا أتحدث عن المواطن الكويتي الشيعي ,

الذي زاملناه في الدراسة , و جاورناه في السكن , و رافقناه في العمل , دون أن ننظر له نظرة اختلاف أو تمييز , و لم نكن نتحدث عن التعايش السلمي فيما بيننا , لأننا لم نكن نؤمن أصلاً بوجود فرق بين مواطن و أخر

و في السنوات العشر الأخيرة , بدأت جمهورية إيران "الإرهابية" بتسويق فكرة خبيثة عرفوا كيف يخططون لها , و هي فكرة الدفاع عن الشيعة و مظلومياتهم في كل أنحاء العالم , في حين أن إيران نفسها لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها و هي تتلقى الصفعة تلو الأخرى من المجتمع الدولي و من دول عديدة.

و للأسف نجح هذا التسويق في استمالة الكثيرين ممن صدقوا و "إنخدعوا" بفكرة الحاضنة المذهبية لآل محمد "كما يسوقوا لها" ,
بواسطة متطرفين فرس متخصصين فتحوا القنوات و الصحف و جميع وسائل الإعلام لتحقيق نتيجة في زرع هذا المعتقد في قلوب الطائفة الشيعية , في حين أن إيران لا تبحث إلا عن أحلامها التوسعية و إستعادة مجدها المهدور على أيدي العرب .


و رغماً عن ذلك , فقد إنطلت تلك الخدعة على كثيرون من تلك الطائفة , و ساعد الخطاب "التحريضي ضدهم" في ترسيخ فكرة "إيران حامية الشيعة" , بسبب شعورهم بالتهميش و الإقصاء بمساعدة تلك الأقلام الغير مسؤولة ,
و بقى بعضهم واعياً لتلك الحيلة الفارسية التي تحاول تأليبهم على أوطانهم و أخوانهم في الوطن , و لكن "للأسف" لم يستمع لأولئك الواعين أحداً , و لم ينتبهوا لهم , بل على العكس تماماً , فقد هاجموهم بشدة , و تبراؤا منهم , بل و وصفهم البعض بالمرتدين و الزنادقة . !

فتعقدت المسائل أكثراً فأكثر , حيث أنتقل الخلاف أو الصراع بين عقلاء الشيعة الوطنيين , و المتأثرين بالنخوة الفارسية الزائفة ,
و إيران تراقب ذلك بكل سعادة و إرتياح .


صديقي .. و زميلي .. و جاري الشيعي ,, أنت مواطن مثلي , لا فضل لأحدنا على الأخر في المواطنة , ولا فرق بيننا في الحقوق و الواجبات , و أنت مواطن مخلص إبتداءً , حتى يثبتوا عكس ذلك , حالك في ذلك حال أي مواطن أخر ,

فلا يغرنك الخطاب العاطفي الذي تسمعه من إيران و القائمين عليها و أبواقها المأجورة , فكل ما يسعوا إليه كخطوة إبتدائية لمشروعهم الحلم ,  هو أن يوصلوننا لعلاقة الشك و الريبة التي نعيشها الأن بكل تفاصيلها .


إصحَ ,, وخاطب وطنيتك التي في داخلك ,, و ستعلم ما الذي أعنيه .



اللهم إني بلغت .. اللهم فأشهد