الخميس، 7 يناير 2016

الشيعة ... بين الوطنية و التطرف

عندما كنا أطفالاً صغارا كنا نعرف عن الشيعي بأنه شخص مثلنا , لكنه يصلي بمسجد مختلف , و هذا هو الفرق الذي نعتقده ,
و كبرنا و كبر هذا الإعتقاد معنا , و هنا أتحدث عن المواطن الكويتي الشيعي ,

الذي زاملناه في الدراسة , و جاورناه في السكن , و رافقناه في العمل , دون أن ننظر له نظرة اختلاف أو تمييز , و لم نكن نتحدث عن التعايش السلمي فيما بيننا , لأننا لم نكن نؤمن أصلاً بوجود فرق بين مواطن و أخر

و في السنوات العشر الأخيرة , بدأت جمهورية إيران "الإرهابية" بتسويق فكرة خبيثة عرفوا كيف يخططون لها , و هي فكرة الدفاع عن الشيعة و مظلومياتهم في كل أنحاء العالم , في حين أن إيران نفسها لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها و هي تتلقى الصفعة تلو الأخرى من المجتمع الدولي و من دول عديدة.

و للأسف نجح هذا التسويق في استمالة الكثيرين ممن صدقوا و "إنخدعوا" بفكرة الحاضنة المذهبية لآل محمد "كما يسوقوا لها" ,
بواسطة متطرفين فرس متخصصين فتحوا القنوات و الصحف و جميع وسائل الإعلام لتحقيق نتيجة في زرع هذا المعتقد في قلوب الطائفة الشيعية , في حين أن إيران لا تبحث إلا عن أحلامها التوسعية و إستعادة مجدها المهدور على أيدي العرب .


و رغماً عن ذلك , فقد إنطلت تلك الخدعة على كثيرون من تلك الطائفة , و ساعد الخطاب "التحريضي ضدهم" في ترسيخ فكرة "إيران حامية الشيعة" , بسبب شعورهم بالتهميش و الإقصاء بمساعدة تلك الأقلام الغير مسؤولة ,
و بقى بعضهم واعياً لتلك الحيلة الفارسية التي تحاول تأليبهم على أوطانهم و أخوانهم في الوطن , و لكن "للأسف" لم يستمع لأولئك الواعين أحداً , و لم ينتبهوا لهم , بل على العكس تماماً , فقد هاجموهم بشدة , و تبراؤا منهم , بل و وصفهم البعض بالمرتدين و الزنادقة . !

فتعقدت المسائل أكثراً فأكثر , حيث أنتقل الخلاف أو الصراع بين عقلاء الشيعة الوطنيين , و المتأثرين بالنخوة الفارسية الزائفة ,
و إيران تراقب ذلك بكل سعادة و إرتياح .


صديقي .. و زميلي .. و جاري الشيعي ,, أنت مواطن مثلي , لا فضل لأحدنا على الأخر في المواطنة , ولا فرق بيننا في الحقوق و الواجبات , و أنت مواطن مخلص إبتداءً , حتى يثبتوا عكس ذلك , حالك في ذلك حال أي مواطن أخر ,

فلا يغرنك الخطاب العاطفي الذي تسمعه من إيران و القائمين عليها و أبواقها المأجورة , فكل ما يسعوا إليه كخطوة إبتدائية لمشروعهم الحلم ,  هو أن يوصلوننا لعلاقة الشك و الريبة التي نعيشها الأن بكل تفاصيلها .


إصحَ ,, وخاطب وطنيتك التي في داخلك ,, و ستعلم ما الذي أعنيه .



اللهم إني بلغت .. اللهم فأشهد

هناك تعليق واحد: