الاثنين، 28 يناير 2013

لا تقلق عزيزي "اللفو"

كلمة "لفو" لغير الناطقين بلهجتنا الكويتيه تعني الشخص الغير منتمي لهذه الأرض و القادم من مجتمع أخر, و هي كلمه قد لا تكون مهينه عند كثيرين
ولكن لأنه لدينا شعب يعتقد بأنه "شعب الله المختار" فأنه يعتقد بأن كل من لا ينتمي لبلدنا هو شخص أقل مرتبة منه و أدنى درجه,

وهو ما توضحه جمله كان الكل يقولها سابقاً (كيفي كويتي) !!! مادري على شنو.!

عموما! نعود لكلمتنا التي يدور حولها هذا المقال .. (لفو), سمعنا هذه الكلمه بالفتره الماضيه كصفه يلقيها البعض على الغاضبين من المعارضين أو المخالفين للنهج الحكومي, لما تحويه الكلمه أو الوصف من معنى مبطن للتخوين أو التشكيك بولاء المعارض,

بغض النظر عن مطلق هذه الكلمه و مكانته و أصوله, و هي بالمناسبه مسأله لا نلقي لها بال أو قيمه طالما يجمعنا معهم أخوة بالمواطنه, سواء كان أصله من فارس أو شبه الجزيره, أو حتى من دول شرق أسيا, لكني أحببت التعمق أكثر في البحث عن أسباب أطلاق هذه الكلمه و من هو أول من أطلقها,

لكن أثناء بحثي أستوقفني سؤال مهم حول بدايات تأسيس الدوله, و من هم أول من أستقر بها, فوجدت بأن الجميع كان ينتمي قطعاً لأرض غير هذه الأرض التي كانت أساساً صحراء قاحله لا يسكنها حتى الجن.

فوجدت معلومات كثيره حول الهجره إلى الكويت قديماً, و للأمانه صُعقت من بعض الحقائق التي أعتقدنا فيما مضى بأنها من الحقائق القطعيه, و هي معلومات تختص بأسماء و رحلات و تواريخ هجرات تمت إلى الكويت تباعاً, و الأغرب في تلك الحقائق رغم يقيننا بأن أسرة الحكم "ال الصباح" لم يكونوا أول من أستوطن هذه الأرض, هي البُعد الزمني بين هجرات كثيره و هجرة ال الصباح إلى هنا.

بل إن بعض كتب التاريخ التي تحدثت عن بداية هجرة السكان إلى الكويت منذ قرون, ذكرت أسماء قبائل و عوائل أتت من شبه الجزيره العربيه "قبل تحديدها بحدود و تسميتها بأسماء دول" و من جنوب العراق و من بلاد الشام قبل أن تطئ أقدام أسرة الحكم "الصباح" فوق هذه الأرض الكريمه بعقود طويله.

و مع ذلك لم نسمع من أحد من تلك القبائل أو العوائل قد قال عن أسرة الصباح بأنهم "لفو" ,, لربما من باب الأعتقاد الخاطئ بانهم هم أهل الأرض الأصليين أو من باب العلاقه الأجتماعيه التي تربط هذه الأسره بباقي أهل الكويت.

لذلك لماذا يستميت الكثيرون بالدفاع عن أنفسهم بأنهم ليسوا من "اللفو" في حين كل الشواهد تقول بأننا جميعنا "لفو" ؟
حتى باراك أوباما الرئيس الأمريكي ذو الأصول الكينيه و التربيه الأندونيسيه "لفو" أبن ستين "لفو" !! لكن لم يعايره أحداً بذلك.

إذاً عزيزي "اللفو" بعد كل ما وصلنا إليه و عرفناه,  لا تقلق  فكلنا "لفو"




ملاحظه:
لم أتطرق للهجره الفارسيه للكويت لأنها لم تبدأ فعلياً قبل بدايات القرن الماضي, أي أنهم من "اللفو" المتأخرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق